مانشستر سيتي

شعار مانشستر ستي

مانشستر سيتي نادٍ رياضي بريطاني تأسس في سبعينيات القرن التاسع عشر. عرف مساره الطويل سلسلة انكسارات وانتصارات، حيث نزل مرارا إلى الدرجة الأولى (التي تلي الممتازة) والثانية، كما فاز بألقاب وبطولات محلية وأوروبية. شكل برفقة غريمه التقليدي مانشستر يونايتد الرافعة الرياضية للمدينة، ولطالما شغلت مباريات الدربي بينهما العالم.

التأسيس
تأسس نادي مانشستر سيتي عام 1875، بعد أن نجحت آنا كونيل رئيسة الطلبة في كنيسة "سان مارك" رفقة اثنين من حرس الكنيسة في إنشاء فريق لكرة القدم، بهدف إيجاد متنفس للشباب في منطقة تشتهر بالعصابات وانتشار الجريمة.

حمل النادي في البداية اسم "سان مارك ويست جورتون"، ثم تغير الاسم عام 1884 إلى "جورتون أتلتيك"، ثم إلى نادي أردويك عام 1887، ثم مانشستر سيتي عام 1894.

الملعب
أنشأ مانشستر سيتي ملعبه هايد رود عام 1920، وبعد حريق دمر الملعب عام 1923 انتقل الفريق إلى ملعب مين رود الذي كان يتسع لحوالي 85 ألف متفرج. وفي 2003، ودّع النادي مين رود إلى ملعب مانشستر سيتي الذي يتسع لنحو 48 ألف متفرج.

المسار
بدأت شهرة مانشستر سيتي عام 1891 عندما فاز بكأس مانشستر للمرة الأولى، على إثر انتصاره على نيوتن هيث (مانشستر يونايتد لاحقا) بهدف مقابل لا شيء، وانضم بعدها النادي إلى بطولة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في موسم 1891-1892.

وأعاد مسؤولو النادي النظر في هيكلته بسبب مشاكل مادية، فأنشؤوا شركة محدودة المسؤولية في 16 أبريل/نيسان 1894، وغيروا اسمه إلى مانشستر سيتي.

وفي 1904 حقق النادي إنجازا تاريخيا بفوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي، وكاد يحقق ثنائية الكأس والبطولة في ذلك العام، حيث فاز بالمرتبة الثانية.

مع ترؤس غوارديولا للإدارة الفنية للمان سيتي بات النادي يحقق نتائج مميزة (رويترز)
مع ترؤس غوارديولا للإدارة الفنية للمان سيتي بات النادي يحقق نتائج مميزة (رويترز)

وتميز أداء الفريق خلال تلك الفترة بالاضطراب، خاصة مع الاتهامات التي وجهت له بارتكاب مخالفات مالية تسببت في توقيف 17 لاعبا عام 1906.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، حاول الفريق العودة إلى الواجهة، لكن المشاكل الإدارية والمالية أعاقت ذلك، فاضطرب أداؤه مما أثر سلبا على نتائجه.

وفي 1934، فاز الفريق بكأس الاتحاد الإنجليزي، وبعدها بثلاث سنوات حقق -للمرة الأولى- حلمه بالفوز بالبطولة المحلية، لكنه -وأمام ذهول الجميع- نزل عام 1938 إلى الدرجة الأولى.

أوقفت الحرب العالمية الثانية الأنشطة الرياضية في بريطانيا، لكن تم التوافق على تشكيل دوري يتلاءم مع أجواء الصراع.

واجتهد مانشستر سيتي في العودة بعد أن وضعت الحرب أوزارها، وفاز في بطولة القسم الثاني عام 1947.

حافظ النادي على أدائه خلال خمسينيات القرن الماضي، ونجح في الوصول إلى نهائيات كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1955 حيث فشل أمام نيوكاسل يونايتد، بينما فاز بالكأس ذاتها عام 1956 بعد انتصاره على برمنغهام سيتي.

سقط النادي مجددا إلى الدرجة الأولى عام 1963، وأجبرت الإدارة على اتخاذ إجراءات على مستوى الطاقم الفني لتعديل الأوضاع، وتحقق ذلك حيث فاز الفريق بلقب الدرجة الأولى عام 1965، ثم عاد إلى قسم الصفوة مجددا (الدوري الممتاز). ولم يكتف النادي بذلك، بل فاز بلقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه خلال موسم 1967-1968.

كما فاز بكأس الاتحاد عام 1969، وبكأس الكؤوس الأوروبية عام 1970، وفي العام نفسه فاز بكأس الرابطة الإنجليزية.

استمرت انتفاضة النادي وتحقيقه نتائج مميزة بالوصول إلى النهائيات، وشكلت مباراته ضد غريمه مانشستر يونايتد بأولد ترافورد خلال موسم 1973-1974 علامة بارزة في تاريخ الفريقين، حيث كان المان يونايتد بحاجة للفوز لتجنب الهبوط للدرجة الأولى، لكن السيتي كسر أحلام غريمه وانتصر عليه بهدف مقابل لا شيء.

ومع نهاية السبعينيات، تدهورت نتائج النادي، ودخل في مشاكل مالية خانقة، وتعدد المدربون، وما لبث أن نزل إلى الأولى عامي 1983 و1987، قبل أن يرجع مجددا عام 1989.

ومع بداية التسعينيات، قاتل السيتي ليبقى ضمن قسم الصفوة، وكان يحتل المراتب المتأخرة في الغالب، لكنه فقد مكانه في الدوري الممتاز عام 1996، ونزل للدرجة الثانية في موسمين بعد ذلك، وهي أسوأ نتيجة وصل إليها في تاريخه.

هذه النتيجة كانت كفيلة بإشعال نار الاحتجاجات ضد إدارة النادي، حيث عين رئيس جديد فرض انضباطا ماليا صارما داخله، مما مكنه من الصعود إلى الدرجة الأولى، لكنه بعد تذبذب في النتائج نزل مرة أخرى إلى الثانية عام 2001.

بعيد ذلك، تعافى مانشستر سيتي وعاد إلى الدرجة الأولى، ثم إلى الدوري الممتاز عام 2002، وانتقل في 2003 لملعب جديد حمل اسم النادي نفسه، حيث لعب آخر مباراة في ملعب مين رود يوم 11 مايو/أيار ضد ساوثمبتون، بعد ثمانين عاما من إنشائه.

وفي 2007 حقق النادي سلسلة انتصارات، كرسها عام 2008 بجلب لاعبين مميزين، وحقق في تلك السنة صفقة بارزة بانتقال روبينهو من ريال مدريد الإسباني مقابل 32.5 مليون جنيه، وكان وقتها رقما قياسيا.

عام 2009، كان عاما مهما بالنسبة لمانشستر سيتي، بعدما أصبحت مجموعة أبو ظبي المتحدة المالك الجديد للنادي، وسرعان ما حقق الفريق في 2010 المرتبة الخامسة بالدوري الممتاز، مما مكنه من التأهل للدوري الأوروبي، ثم الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2011 بعد طول غياب عن منصات التتويج.

وشهد النادي يوم 1 فبراير/شباط 2016 منعطفا نوعيا بالإعلان رسميا عن تعيين المدرب الشهير غوارديولا مدربا له لثلاثة مواسم، وهو المدرب الذي بلغت شهرته عنان السماء مع نادي برشلونة، ثم بعده مع بايرن ميونيخ.

ألقاب
فاز مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز أربع مرات، وبدوري الدرجة الثانية سبع مرات، وبكأس إنجلترا خمس مرات، وبكأس الدرع الإنجليزية أربع مرات.

كما فاز بكأس الرابطة الإنجليزية للمحترفين أربع مرات، وبكأس الكؤوس الأوروبية مرة واحدة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية