ملعب المنزه.. مغلق إلى أجل غير مسمى

April 1994: General view of the El-Menzah Stadium during an African Nations tournament in Tunis, Tunisia.  Mandatory Credit: Shaun Botterill/Allsport

ينتظر عشاق كرة القدم في العاصمة التونسية العودة إلى مدرجات الملعب الأولمبي التاريخي بالمنزه بشغف كبير، لكن الوضع الحالي للملعب المهمل سيبقي فيما يبدو على تلك الآمال معلقة إلى أجل غير مسمى.

يواجه الملعب الرمز في تونس -منذ قرار السلطات غلق معظم مدرجاته في 2011 وتقييد حضور الجماهير إلى أدنى حد- خطر التصدع وانهيار جانب من المدرجات على المدى البعيد، إذا لم تنطلق أشغال ترميمه في وقت قريب.

يقول مدير الحي الوطني الرياضي في المنزه -وهي منطقة راقية تبعد نحو كيلومترين فقط عن قلب العاصمة- إن الملعب يواجه مشكلة ترتبط بالمدرجات بسبب ركود المياه فترات طويلة، وهو ما أضر ببنية الملعب والدعائم.

ويضيف المدير عادل الزرمديني "أفضت عمليات اختبار أجريت على المدرجات في 2012 إلى ضرورة إجراء صيانة وترميم له، كما أثبتت انتهاء صلاحية الأعمدة الحاملة للأضواء الكاشفة المحيطة بالملعب، مما أدى إلى إزالتها على الفور". 

وخصصت الدولة في 2015 موارد مالية بقيمة 850 ألف دينار (حوالي 354 ألف دولار) لتمويل دراسة موجهة لعمليات الصيانة، لكن السلطات المحلية تريد التأكد أولا مما إذا كانت تلك الاختبارات التي أجريت عام 2012 لم تشهد تطورا جديدا وأكثر خطورة في حال الملعب.

وأثبتت نتائج الاختبارات الثانية أن حال الملعب تشهد فعليا تطورا إلى الأسوأ، لكنها ليست في مستوى كارثي، كما تضع هذه الاختبارات حاجزا زمنيا يمتد في أقصاه على مدى عامين ونصف العام من أجل البدء في أشغال الصيانة.

وستكون تلك المدة بمثابة سباق مع الزمن من أجل إنقاذ ملعب المنزه، وإنقاذ ذاكرة كاملة من الرياضة التونسية.

والملعب الذي بني في ستينيات القرن الماضي بعد سنوات قليلة من استقلال الدولة الناشئة عام 1956، من أجل احتضان دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1967، كان قد شيد عبر شركة بلغارية وبالمقايضة بمنتجات الفوسفات والزيتون التونسي.

معلَم رياضي
وشكل المعلَم الرياضي منذ ذلك التاريخ المسرح الرئيس لأهم الأحداث الرياضية في البلاد، فعليه حقق منتخب تونس أول تأهل له إلى كأس العالم في الأرجنتين عام 1978، بعد تصفيات شاقة وطويلة حينما كان يتأهل عن القارة منتخب وحيد.

وتكتسب تلك المشاركة أهمية كبرى في ذاكرة التونسيين، كون أن منتخب تونس حقق فوزا غير مسبوق عربيا وأفريقيا على حساب المكسيك 3-1، مما مكن من زيادة عدد منتخبات القارة إلى ثلاثة في مونديال إسبانيا 1982.

وعلى هذا الملعب أيضا، واجهت تونس منتخبات البرازيل المتوجة بكأس العالم في عام 1970، وألمانيا الفائزة بلقب 1990، وفرنسا المتوجة عام 1998.

كما استضاف الملعب فرق فلامينغو البرازيلي وبايرن ميونيخ الألماني وباريس سان جيرمان الفرنسي وروما الإيطالي، وغيرها في مباريات ودية. 

المصدر : الألمانية