يوهان كرويف.. أسطورة كروية هزمها السرطان

Johan Cruyff

يوهان كرويف رائد ما يسمى الكرة الشاملة وأحد نجوم الساحرة المستديرة في القرن العشرين، سجل مئات الأهداف المحلية والدولية ودافع عن ألوان منتخب هولندا وأندية كبيرة بينها أياكس أمستردام الهولندي وبرشلونة الإسباني.

المولد والنشأة
ولد يوهان كرويف في العاصمة الهولندية أمستردام في 25 أبريل/نيسان 1947 لعائلة بسيطة وتوفي والده وكان بقالا عندما كان في الثانية عشرة من العمر، فعايش مرارة البؤس فترة من طفولته، واضطرت أمه إلى أن تشتغل عاملة نظافة بنادي أياكس الهولندي.

كان بيت العائلة قريبا من ملعب النادي، مما جعله ينشأ في محيط الكرة، وأبان عن موهبة رياضية في سن العاشرة.

الدراسة والتكوين
تشير المصادر إلى أن كرويف كان يلعب كرة القدم مع زملائه في المدرسة، وعندما بلغ الثانية عشرة من العمر ألحقته أمه بأكاديمية فريق أياكس أمستردام التي تعد منجما للنجوم.

تدرج الصبي الموهوب في صفوف صغار فريق أياكس ثم الناشئين، ووقع أول عقد احتراف له مع الفريق في 1963.

منحه المدرب الشهير رينوس ميكلز عام 1967 فرصته بين الكبار للمرة الأولى، فلعب مباراة مع أياكس ضد ليفربول الإنجليزي وكان في الثامنة عشرة من عمره. وقد قاد فريقه إلى فوز كبير 5-2.

الوظائف والمسؤوليات
قاد كرويف نادي أياكس الهولندي للانتصارات المحلية والأوروبية، في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

كما حلق ببرشلونة في سماء الكرة الإسبانية والأوروبية في الفترة من 1973 إلى 1978.

وترك كرويف المعروف بالجناح الطائر بصمة قوية على أندية أخرى قادها مع فينورد الهولندي وواشنطن دبلوماتيك.

وإلى جانب مسيرته لاعبا وقائدا، تولى يوهان كرويف مسؤولية تدريب فريقي أياكس وبرشلونة وقادهما لتتويجات وانتصارات على الصعيدين المحلي والدولي.

التجربة الرياضية
وكان مايسترو خط الوسط في صفوف فريق أياكس بانطلاقة سريعة وذكاء حاد في التعامل مع الكرة، لذلك أطلق عليه لقب "بيليه الأبيض".

مع مطلع السبعينيات أصبح أياكس مع كرويف رائد الكرة الشاملة التي تعتمد على دفاع المنطقة وضغط متواصل على الخصم وتكامل بين خطوطه الثلاثة، بمعنى أن الكل يهاجم ويدافع في آن واحد.

قاد كرويف أياكس للتربع على العرش الأوروبي ثلاث مرات متتالية في أعوام 1971 و1972 و1973.

كما نجح في قيادة منتخب بلاده إلى نهائي مونديال 1974 في ألمانيا، وخسر أمام الدولة المضيفة مع أنه قدم عروضا أفضل.

يملك كرويف سجلا ناصعا مع أياكس، فقد فاز معه ببطولة هولندا تسع مرات وبالكأس المحلية أربع مرات، وسجل له 215 هدفا في 307 مباريات.

في عام 1973 انتقل إلى نادي برشلونة الإسباني مقابل مبلغ وصف بالخيالي حينها.

وخاض كرويف أول مباراة له مع برشلونة ضد غرناطة وسجل هدفين. وقاد برشلونة بعد سبعة أشهر إلى الفوز بلقب الدوري بعد غياب 14 عاما ليصبح محبوب الجماهير.

وقد لعب في صفوف برشلونة من 1973 إلى 1978 وسجل له 48 هدفا في 140 مباراة.

في نهاية مسيرته الكروية، انتقل إلى فريق واشنطن ديبلوماتيك في الدوري الأميركي الشمالي لكرة القدم وسجل له 25 هدفا في 53 مباراة على مدى سنة ونصف السنة.

عام 1981، عاد كرويف إلى أياكس، وتدفق المشجعون لمشاهدة المباراة الأولى لابن النادي البار وصانع أمجاده وقد سجل حينها هدفا وصف بأنه تاريخي.

في عام 1983 انتقل إلى فينورد الهولندي وفاز معه في موسم واحد ببطولة الدوري والكأس، لينهي معه مسيرته الرائعة عام 1984.

وإلى جانب مشوراه لاعبا، توجت مسيرته مدربا بالعديد من الإنجازات، فأحرز في أول موسم مع أياكس كأس هولندا، مما أهله للمشاركة في كأس الكؤوس الأوروبية، ليتوج بطلا لها على حساب لوكوموتيف لايبزيغ الألماني الشرقي.

في عام 1988 عاد لبرشلونة مدربا، حيث بنى فريقا رائعا ضم البرازيلي روماريو والبلغاري خريستو ستويتشكوف، ونجح في الفوز ببطولة إسبانيا خمسة مواسم متتالية. وبلغ كرويف ذروة المجد عندما قاد الفريق إلى إحراز كأس أبطال الأندية الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه عام 1992 على ملعب ويمبلي الشهير.

الأوسمة والجوائز
حصل كرويف على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في البطولات الأوروبية ثلاث مرات.

واختير أفضل لاعب في الولايات المتحدة عامي 1979 و1980.

الوفاة
في يوم 24 مارس/آذار 2016 أعلن عن وفاة يوهان كرويف في برشلونة بعد صراع طويل مع سرطان الرئة.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات