فيرغسون.. "السير" الذي صنع أمجاد الشياطين الحمر

Manchester United's former manager Alex Ferguson poses for photographers on the red carpet at the world premiere of
أليكس فيرغسون مدرب أسكتلندي دشن حياته الكروية لاعبا في صفوف أندية أسكتلندية ثم مدربا لعدد منها منذ 1974 وأشهرها نادي أبردين، لكن شهرته بلغت عنان السماء عندما انتقل عام 1986 لتدريب مانشستر يونايتد وحقق معه عشرات الألقاب أبرزها الثلاثية التاريخية موسم 1998-1999. اعتزل التدريب عام 2013. 

المولد والنشأة
أبصر السير أليكس فيرغسون النور يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1941 في غلاسكو بأسكتلندا. 

المسار الرياضي
عرف عن فيرغسون عشقه لكرة القدم منذ سنوات طفولته، ودشن مساره الكروي كمهاجم هاو بفريق كوين بارك الأسكتلندي وعمره 16 عاما، ولم ينجح في الحصول على صفة لاعب أساسي بالفريق، ما اضطره لمغادرة النادي والالتحاق بفريق سان جونستون عام 1960.

ورغم لعبه بشكل جيد ومنتظم وتسجيله أهدافا، فإنه لم يحصل على صفة لاعب أساسي في الفريق، ما دفعه مرة أخرى للتفكير في مغادرة النادي، ولكن هذه المرة إلى كندا. غير أن سان جونستون قرر أخيرا تثبيت فيرغسون لاعبا أساسيا.

ولاحقا بعد مرحلة سان جونستون، استمرت مسيرة فرغسون المميزة بنوادي دانفرملاين أثلتيك، ورينجرز، وفالكيرك، وآير يونايتد.

وفي يونيو/حزيران 1974 اختار فيرغسون تغيير المسار والدخول في تجربة تدريبية مع نادي إيست ستورلينغشاير بنصف دوام مقابل 65 دولارا في الأسبوع، وبقي مع هذا الفريق لأربعة أشهر فقط، ثم سرعان ما انتقل إلى نادي سانت ميرين وبقي معه لأربع سنوات، حيث أقاله الفريق "لأنه يفتقد لقدرات المدرب المطلوبة لتسيير النادي"، لكن في عام 2008 كشفت غارديان البريطانية أن سبب إقالة فيرغسون يرجع لاتفاقه سرا مع نادي أبردين لتدريبه، في حين رد فيرغسون على هذا الموضوع بأنه أخبر طاقم النادي بقرب مغادرته.

فيرغسون فاز بعشرات الألقاب المحلية والقارية مع مانشستر يونايتد (الأوروبية)
فيرغسون فاز بعشرات الألقاب المحلية والقارية مع مانشستر يونايتد (الأوروبية)

وفي يونيو/حزيران 1978 التحق فيرغسون بأبردين رسميا، وتمكن معه من الفوز بدوري أسكتلندا في موسم 1979-1980، ثم بكأس أسكتلندا عام 1982.

وخلال هذه الفترة اقترح عليه نادي وولفرهامبتون واندررز الالتحاق به، لكنه رفض لكون ناديه يعاني صعوبات كثيرة.

وخلال موسم 1982-1983 قاد فيرغسون أبردين إلى الفوز بكأس أوروبا للأندية الفائزة بالكأس بعدما انتصر على ريال مدريد يوم 11 مايو/أيار 1983. وخلال الموسم نفسه، فاز بكأس أسكتلندا.

واستمر تألق فيرغسون مع أبردين خلال الموسم الموالي، ونجح معه في تحقيق الثنائية، ولفت أداؤه المميز أندية كبرى طلبت الاستفادة من خدماته، بينها أرسنال وتوتنهام هوتسبير، ورنجرز، لكن قرر الاستمرار مع فريقه الأصلي الذي نجح برفقته في الاحتفاظ بلقب الدوري في موسم 1984-1985.

وكان فيرغسون من ضمن المدربين الذين اختيروا لقيادة المنتخب الأسكتلندي خلال تصفيات كأس العالم 1986 بعد وفاة المدرب جوك ستين في العاشر من سبتمبر/أيلول 1985. وخلال تلك الفترة عرض على فيرغسون تدريب أرسنال، لكنه رفض.

وفي 1986، قبل فيرغسون عرضا لتدريب مانشستر يونايتد خلفا لرون أتكينسون، وبدأ مرحلة جديدة في مساره ومسار النادي دخلت التاريخ كأحد أطول وأفضل التجارب التدريبية في تاريخ كرة القدم.

وعند بدئه التدريب، وجد فيرغسون مانشستر يونايتد فريقا احتل المرتبة الرابعة، ولا يجد طريقا لهزيمة ليفربول الذي كان مسيطرا على المسابقات الكروية المختلفة في بريطانيا.

فيرغسون ترك بصمة فارقة في مسار العديد من اللاعبين بينهم كريستيانو رونالدو (رويترز)
فيرغسون ترك بصمة فارقة في مسار العديد من اللاعبين بينهم كريستيانو رونالدو (رويترز)

ورغم الأداء المميز خلال موسمه الأول وضمانه وصافة الدوري، فإن الموسم الثاني لفيرغسون مع الشياطين الحمر كان سيئا للغاية، إذ احتل الفريق المرتبة رقم 11.

واستمرت التجربة السيئة للموسم الثالث، وضج أنصار الشياطين الحمر من فيرغسون وخططه، وطالبوا بفصله واختيار مدرب جديد.

ورفضت الإدارة مطلب الغاضبين، وتمسكت بفيرغسون الذي كان الموسم الرابع بالنسبة له تحديا كبيرا فإما أن يحسن النتائج أو يغادر نهائيا.

ولحسن حظ النادي والمدرب، تغيرت الأوضاع من النقيض إلى النقيض، ولم يكتف المان يونايتد بالظهور في مظهر النادي القوي، بل فاز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي، منتصرا على الفرق الكبرى التي سيطرت خلال تلك السنوات على الدوري.

واستمرت النتائج الطيبة للفريق على المستوى المحلي والأوروبي، وكان انتصاره على نادي برشلونة في 15 مايو/أيار 1991، ثم فوزه بكأس الرابطة الإنجليزية للمحترفين في موسم 1991-1992 دفعة قوية لشعبية فيرغسون وسط أنصار الشياطين الحمر رغم أن خط أداء الفريق لم يكن تصاعديا دائما.

اشتهر فيرغسون بحرصه على الانضباط داخل الفريق، وبقدرته على اختيار اللاعبين المميزين، وبفضل ذلك، تحقق للشياطين الحمر الفرح بلقب الدوري الغالي خلال موسم 1992-1993، وهو لقب عز على الفريق منذ موسم 1966-1967. واختير فيرغسون خلال ذلك الموسم مدرب العام.

أنصار الشياطين الحمر يصفون فيرغسون بالمدرب الخالد لمسيرته التاريخية مع النادي (الأوروبية)
أنصار الشياطين الحمر يصفون فيرغسون بالمدرب الخالد لمسيرته التاريخية مع النادي (الأوروبية)

وفي الموسم الموالي 1993-1994 حقق المان يونايتد الثنائية مع فيرغسون، وسيطر على الدوري خلال مواسم 1995-1996 و1996-1997، ثم 1998-1999 و1999-2000، و2000-2001، و2002-2003، و2006-2007، و2007-2008، و2008-2009، و2010-2011، و2012-2013.

كما فاز بكأس الاتحاد الإنجليزي خلال مواسم 1989-1990، و1993-1994، و1995-1996، و1998-1999، و2003-2004. 

وفاز النادي برفقة فيرغسون بكأس الرابطة الإنجليزية للمحترفين أربع مرات، وبدوري أبطال أوروبا مرتين، وكأس السوبر الأوروبية مرة واحدة، وكأس الكؤوس الأوروبية وكأس العالم للأندية أيضا مرة واحدة.

ويبقى موسم 1998-1999 اللحظة التاريخية الفارقة في تاريخ فيرغسون مع النادي، إذ حقق الثلاثية في هذا الموسم، حيث فاز الشياطين الحمر بلقب الدوري، وكأس دوري أبطال أوروبا، وكأس الاتحاد الإنجليزي. ثلاثية تاريخية غير مسبوقة في تاريخ إنجلترا دفعت نحو نصف مليون شخص إلى شوارع مانشستر للاحتفال، وقد بلغت شعبية فيرغسون وقتها عنان السماء.

وفي 8 مايو/أيار 2013، أعلن فيرغسون أنه اتخذ قرارا نهائيا بالاعتزال خلال ذلك الموسم، وسبق له أن أبدى رغبته في التوقف سنة 2002 وفاتح إدارة النادي بشأن ذلك، لكن رفض طلبه من طرف الجميع إداريين ولاعبين ومشجعين.

وأثار قرار اعتزال فيرغسون في 2013 موجة من التعليقات الإيجابية من اللاعبين الذين ترك بصمة في حياتهم من مختلف دول العالم وبينهم كريستيانو رونالدو، وكذلك المدربون حيث أشادوا بفيرغسون ومهاراته، في حين علق رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وقتها ميشال بلاتيني قائلا "السير أليكس ساهم بشكل كبير في عالم كرة القدم، ليس فقط في أسكتلندا وإنجلترا بل في أوروبا وخارجها".

كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أن انجازات فيرغسون استثنائية وتمنى أن يسهل اعتزاله الحياة على فريقه المفضل "أستون فيلا".

وعند اعتزال فيرغسون، كان مجموع الجوائز التي حصل عليها مع الشياطين الحمر قد بلغت 38 جائزة في بطولات مختلفة، وحصل أيضا على 13 لقبا، بينها خمسة ألقاب في كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وأربعة ألقاب في بطولات كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، إلى جانب الفوز بلقبين في دوري أبطال أوروبا.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية