بعد المونديال.. هل تستضيف قطر الأولمبياد؟

Cyclists compete during Men Elite Road Race in the UCI Road World Championships 2016, in Doha, Qatar, October 16, 2016. REUTERS/Ibrahem Alomari
قطر استضافت بطولة العالم للدراجات الهوائية الشهر الماضي (رويترز)

قبل أسابيع قليلة، أكد رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، البريطاني سيباستيان كو، أن موعد إقامة الأولمبياد قد يتغير ليقام في الشتاء إذا فازت قطر بحق استضافة دورة الألعاب الأولمبية في أي نسخة قادمة.

وخلال الاجتماع السنوي الـ21 للجمعية العمومية (كونغرس) لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) والذي استضافته الدوحة الأيام القليلة الماضية، كانت إمكانية استضافة الدوحة لدورة الألعاب الأولمبية محور حديث العديد من المشاركين بهذا التجمع الكبير لصناع القرار في الحركة الأولمبية.

وشارك باجتماعات "كونغرس الأنوك" نحو 1200 من ممثلي اللجان الأولمبية الوطنية بكل أنحاء العالم، إضافة لمسؤولين عن الحركة الأولمبية وفي مقدمهم رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، الألماني توماس باخ.

وركزت الوفود المشاركة على توجيه الشكر لقطر والاستضافة الناجحة لعمومية "كونغرس الأنوك" لاسيما وأن قرار منح الدوحة حق استضافة هذه النسخة جاء قبل فترة وجيزة وبعد اعتذار ريو دي جانيرو، لتشهد الدوحة رقمين قياسيين جديدين في تاريخ اجتماعات "أنوك" من حيث عدد اللجان الوطنية المشاركة وعدد ممثليها المشاركين في الاجتماعات.

ولم يستبعد باخ –لدى سؤاله عن إمكانية تنظيم الأولمبياد مستقبليا في قطر أو المنطقة- إمكانية استضافة الدوحة لإحدى الدورات الأولمبية بل إنه أكد قبلها بأيام أنه يتخيل ويتوقع أن تتقدم قطر بطلب استضافة الأولمبياد في يوم ما.

‪ملعب خليفة الدولي أحد الملاعب التي تحتضن مباريات مونديال 2022‬ ملعب خليفة الدولي أحد الملاعب التي تحتضن مباريات مونديال 2022 (رويترز)
‪ملعب خليفة الدولي أحد الملاعب التي تحتضن مباريات مونديال 2022‬ ملعب خليفة الدولي أحد الملاعب التي تحتضن مباريات مونديال 2022 (رويترز)

وكانت فكرة استضافة الأولمبياد في قطر ليكون الأول بمنطقة الشرق الأوسط محور العديد من الأحاديث الجانبية، لاسيما وأن قطر انتزعت حق استضافة بطولة كأس العالم 2022 ما يمنحها الأمل في تكرار تجربة البرازيل في استضافة الأولمبياد بعد المونديال حيث استضافت الأخيرة مونديال 2014 ثم أولمبياد ريو 2016 .

ولكن الدوحة سيكون عليها الانتظار لفترة أطول بعد استضافة مونديال 2022 حيث تتنافس ثلاث مدن على استضافة أولمبياد 2024 وهي العاصمتان الفرنسية باريس والمجرية بودابست وكذلك مدينة لوس أنجلوس الأميركية مما يعني أن الفرصة القطرية قد تكون في استضافة أولمبياد 2028 أو 2032.

وكانت الدوحة خسرت محاولة سابقة لاستضافة الأولمبياد حيث خرجت مبكرا من الصراع على حق استضافة نسخة 2016 رغم المساندة والتأييد من قبل مجلس التعاون الخليجي والمجلس الأولمبي الآسيوي.

ولكن الحال قد يختلف كثيرا في حال التقدم بطلب للاستضافة في النسخ المقبلة بداية من 2028 خاصة وأن التأييد لم يعد قاصرا على الناحية الإقليمية أو القارية وإنما امتد للتأييد العالمي، في ظل الإشادة التي نالها التنظيم القطري في كل من "كونغرس أنوك" خلال الأيام الماضية والاجتماع السنوي الماضي للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الذي استضافته الدوحة أيضا في فبراير/شباط الماضي.

‪بطولة قطر المفتوحة للتنس للرجال والسيدات تقام منذ سنوات بالدوحة‬  
‪بطولة قطر المفتوحة للتنس للرجال والسيدات تقام منذ سنوات بالدوحة‬  

وما يضاعف فرص قطر أيضا توافر الإمكانيات المالية والبنية الأساسية والمنشآت اللازمة لاستضافة الأولمبياد، وهو ما يتفق مع أجندة 2020 التي أقرتها اللجنة الأولمبية الدولية لإصلاح الحركة الأولمبية والتي تتضمن ضرورة تقليص النفقات في استضافة دورات الألعاب الأولمبية بعد إنفاق مبالغ فيه للغاية في استضافة أولمبياد 2014 الشتوي في منتجع سوتشي الروسي.

وتمتلك قطر الآن من المنشآت والمواقع الجاهزة لاستضافة الأولمبياد ما يفوق كثيرا ما كانت تمتلكه لدى خسارتها قبل سنوات في سباق التنافس على استضافة أولمبياد 2016، كما أنها تمتلك الخبرة اللازمة حاليا لاستضافة الأولمبياد بعد الكم الهائل من البطولات التي استضافتها السنوات الماضية.

واستضافت الدوحة العديد من البطولات الإقليمية والدولية على مدار العقد الأخير ومنها دورة الألعاب الأسيوية (آسياد) 2006 ودورة الألعاب العربية 2011 وبطولة العالم لكرة اليد عام 2015 وبطولة العالم لأندية كرة اليد (سوبر غلوب) أكثر من مرة وبطولة قطر المفتوحة للتنس في فئتي الرجال والسيدات على مدار سنوات طويلة عبر العقدين الماضيين، وكذلك فعاليات إحدى جولات الدوري الماسي لألعاب القوى بخلاف استضافتها المرتقبة لبطولة العالم لألعاب القوى عام 2019 ومونديال 2022 لكرة القدم، وغيرها من البطولات الدولية في الملاكمة والدراجات ورياضات أخرى عديدة.

المصدر : الألمانية