هوس أم استثمار؟.. نجوم الرياضة يغزون برلمان تونس

Vote of confidence for the new cabinet in Tunisian parliament- - TUNIS, TUNISIA - NOVEMBER 12: A general view of the parliament session on vote of confidence for the new cabinet at the Assembly of the Representatives of the People in Tunis, Tunisia on November 12, 2018.

مجدي السعيدي-تونس

لم تكن أضواء السياسة تغري الرياضيين في تونس قبل ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011، ولكن التحولات السياسية الكبرى التي شهدتها البلاد تلك الفترة كانت نقطة تحول هامة بالمشهد السياسي الذي أصبح يستهوي أكثر من أي وقت مضى عددا من نجوم الرياضة.

ومع الإعلان عن النتائج الرسمية الأولية للانتخابات التشريعية 2019، نجح عدد من الرياضيين السابقين والحاليين في دخول مجلس النواب، مما أثار تساؤلات حول دوافع ارتماء هؤلاء في ملعب السياسة بعد أن كانوا من الشخصيات التي لها وزن في الساحة الرياضية.

وأسفرت الانتخابات البرلمانية الثالثة منذ اندلاع الثورة، والتي جرت في السادس من الشهر الجاري، عن صعود قرابة عشرين نائبا ممن يشغلون حاليا أو تولوا سابقا مناصب رياضية للبرلمان الذي يضم 217 نائبا.

الدفاع عن الرياضة
ونجح علي الحفصي رئيس اتحاد كرة القدم سابقا في ضمان مقعد في البرلمان القادم عن حزب "نداء تونس" عن محافظة توزر (جنوب).

ويرى الحفصي أن العلاقة تبدو متينة بين العمل السياسي والرياضي، إذ يسعى النواب الذين سبق لهم تولي مناصب رياضية إلى أن يساهموا في خدمة القطاع الرياضي واستغلال مكانتهم بالأحزاب أو الحكومات لتنفيذ برامج تبدو في معظمها ذات توجه رياضي، على حد وصفه.

وقال للجزيرة نت "مارست كرة القدم لاعبا في فريقي الأم جريدة توزر ثم توليت رئاسة النادي قبل رئاسة الاتحاد، كما ساهمت في إحراز الكرة التونسية عديد النجاحات والتتويج، والآن أعتقد أن خوض تجربة سياسية سيكون استكمالا لبرامجي في خدمة الرياضة من بوابة البرلمان خصوصا أن الأوضاع العامة لهذا القطاع لا تسر".

ولا يعتبر الحفصي أن صعوده للبرلمان يحمل غايات سياسية خالصة، بل يعتقد أن الخبرة التي اكتسبها خلال عمله بالقطاع سيوظفها لإصلاح شأن الرياضة بسن قوانين جديدة تتعلق بالبنية التحتية والملاعب وتمويل الأندية ومكانة الشباب في الحياة العامة، وفق قوله.

مصالح متبادلة
بدوره نجح جلال الزياتي في ضمان مقعد تحت قبة البرلمان عن حزب "البديل التونسي" بمحافظة المنستير (وسط) وقال إن حزبه وضع قطاعي الشباب والرياضة ضمن أولويات برنامجه الانتخابي لتحسين أوضاع الرياضة والتشريع لقوانين جديدة تضمن حق الشباب، وفق حديثه للجزيرة نت.

وحول ظاهرة إقبال عدد من الرياضيين على خوض تجارب سياسية، قال الزياتي وهو رئيس سابق لاتحاد تنس الطاولة (2009-2013) "هدفي خدمة شباب الجهة التي أنتمي إليها وليس مجرد الوصول إلى السلطة، النجاح في السياسة والرياضة يتطلب النزاهة والروح الانتصارية وهذا ما سأعمل على ترسيخه بإثارة القضايا المتصلة بالشباب والرياضة".

وصعد رئيس النجم الساحلي رضا شرف الدين إلى البرلمان عن حزب "قلب تونس" عن محافظة سوسة، وهي الجهة التي شهدت صعود عديد الرياضيين أمثال حافظ الزواري وحسين جنيح، وكلاهما شغل منصبا بهذا الفريق.

كما ضمن مقعدا برلمانيا كل من كاتب الدولة للرياضة ورئيس اتحاد التايكواندو أحمد قعلول ووليد جلاد رئيس نادي مستقبل سليمان (محافظة نابل) ورئيس مستقبل القصرين كمال الحمزاوي والرئيس السابق للنادي البنزرتي مهدي بن غربية، وأيضا منير البلطي نائب رئيس النادي الأفريقي سابقا.

ونجح مرشحون آخرون في نيل ثقة الناخبين وضمان مقاعد برلمانية بعد أن تولوا مناصب رياضية، ومن أبرز هؤلاء محمد الزعبي ومحمد بونني وسيف الدين المرغني ومكي زغدود وغيرهم ممن ترأسوا نوادي رياضية صغرى.

ويرى الإعلامي الرياضي أمين بن حسن أن "ظاهرة تولي الرياضيين مناصب سياسية ليست حكرا على تونس، بل إن الكثير من نجوم الملاعب كسبوا شهرة كبيرة في السياسة بعد مسيرة حافلة في الكرة على غرار الرئيس الليبيري جورج وياه أو النجمين البرازيليين السابقين بيبيتو وروماريو، وغيرهم".

وفي حديثه للجزيرة نت، قال بن حسن الصحفي بإذاعة "إكسبريس أف أم" إن ملعب السياسة أصبح مجالا يغري الرياضيين باقتحامه لكسب النفوذ في وقت "تسعى الأحزاب السياسية بدورها إلى استقطاب نجوم الرياضة لتوسيع شعبيتها وفرض وزنها في البرلمان لأن لهؤلاء الرياضيين مكانة خاصة بين الجماهير والناخبين". 

المصدر : الجزيرة