هل اقتربت نهاية هيمنة المريخ والهلال بالسودان؟

3 فريق الهلال السوداني ..... السودان .... الخرطوم ... الجزيرة نت
نادي الهلال السوداني حامل لقب آخر نسخة من الدوري السوداني (الجزيرة-أرشيف)

يهيمن فريقا الهلال والمريخ على كرة القدم السودانية منذ تأسيسهما قبل نحو تسعة عقود، وتنقسم الجماهير في البلاد إلى مشجعي الفريقين ولا يكاد يخلو بيت في السودان إلا وتجد فيه من عشاق الناديين، حتى أن الفريقين يحظيا باهتمام أكثر من المنتخب الوطني للعبة.

وتوّج الهلال الذي تأسس عام 1930 ببطولة الدوري السوداني 29 مرة، بينما حصل عليها غريمه التقليدي المريخ 20 مرة، ولم يفقدها الناديان العريقان إلا مرتين فقط، عندما فاز بها فريق الموردة عام 1968، وتوج بها هلال الساحل عام 1992.

ويسيطر المريخ الذي تأسس عام 1927 على مسابقة كأس السودان برصيد 24 لقبا، بينما حصل الهلال على البطولة ثماني مرات، وتمكن الموردة بالتتويج بها خمس مرات، في حين حصلت عليها أربعة فرق أخرى مرة لكل منها.

ورغم احتكار قطبي الكرة السودانية لكافة البطولات المحلية خلال السنوات الماضية، فإن النسخة الحالية لبطولة الدوري الممتاز تحمل آمالا كبيرة عند السودانيين لظهور فرق جديدة تسعى لكسر هيمنة الهلال والمريخ.

حي الوادي نيالا والشرطة القضارف فريقان حديثان صعدا بداية الموسم الحالي للدوري الممتاز لأول مرة في تاريخهما، ربما كانت آمال أنصارهما عند انطلاق المسابقة السعي من أجل عدم الهبوط مرة أخرى لدوري الدرجة الثانية.

غير أن الفريقين الجديدين أحدثا مفاجأة مدوية رغم مرور ستة أسابيع فقط على انطلاق الدوري الممتاز، وبعثا الأمل في قلوب عشاق الكرة السودانية أن هناك أندية بإمكانها كسر احتكار ثنائي القمة.

ويحتل حي الوادي والشرطة المركزين الرابع والخامس برصيد عشر نقاط ولهما مباراة مؤجلة لو تمكنا من تحقيق الانتصار فيها سيتصدران قمة ترتيب المسابقة المحلية، بينما يحتل الهلال المركز الأول والمريخ المركز العاشر مع مباراة مؤجلة.

وكان فريق الشرطة قد صعق أنصار المريخ عندما هزمه في الجولة الأولى من الموسم الحالي بهدف دون رد.

كما اشتدت المنافسة مع نتائج إيجابية أيضا من فريقين آخرين هما هلال كادغلي الذي يمثل ولاية جنوب كردفان وفريق الرابطة الذي يمثل مدينة كوستي، الواقعتين جنوبي البلاد.

وقد تعادل الهلال حامل اللقب مع فرق هلال كادغلي وهلال الأبيض الذي يمثل ولاية شمال كردفان بوسط السودان، وانتكس حامل اللقب مرة أخرى عندما تعادل على أرضه مع فريق الأهلي الذي يمثل مدينة عطبرة شمالي البلاد.

وعقب النتائج المتذبذبة أقالت إدارة نادي الهلال المدرب الفرنسي دينيس لافاني ومساعده الجزائري عمارة مرواني، وتعاقد نادي العاصمة الاثنين الماضي مع المدرب الفرنسي دييغو غارزيتو، بينما أقال المريخ الشهر الماضي مدربه الألماني أنتوان هاي إثر الأداء المتواضع خلال المباريات التجريبية.
 

لقطة من لقاء سابق بين المريخ وبايرن ميونيخ الألماني (الأوروبية)
لقطة من لقاء سابق بين المريخ وبايرن ميونيخ الألماني (الأوروبية)

ويرى عدد من الصحفيين والمحللين الرياضيين أن ناديا الشرطة القضارف وحي الوادي نيالا أحدثا مفاجأة كبيرة حملت لعشاق الكرة السودانية الآمال بكسر هيمنة القطبين التاريخيين للساحرة المستديرة في البلاد.

ويرى طلال مدثر رئيس التحرير السابق لصحيفة قوون أكثر الصحف الرياضية انتشارا في البلاد، أن ما حققه الفريقان كسر مقولة الرياضيين الراسخة بأن "الصاعد حديثا لدوري الأضواء دوما هابط".

وفسر مدثر ما حققته الفرق المتنافسة على الصدارة إلى "الدعم الكبير الذي حظيت به من الحكومات المحلية للولايات".

وعادة لا تحظى فرق الولايات بدعم حكومي يذكر أو حتى شعبي خلاف الهلال والمريخ اللذين يتمتعان بدعم من رجال أعمال كبار يتنافسون على الفوز برئاستهما.

ولا تحظى فرق الولايات أيضا بتغطية إعلامية من الصحف الرياضية المنقسمة بين تأييد الهلال والمريخ فقط.

ويعتبر الصحفي والمحلل الرياضي فائز ديدي أن ما قام به الفريقان الحديثان في الموسم الحالي "مفاجأة نوعية لم تحدث منذ انطلاق الدوري بشكله الحالي موسم 1995-1996.

ورغم النتائج الإيجابية لفرق الولايات فإن ديدي يشكك في مقدرتها على الصمود حتى النهاية لأنها "لا تملك الموارد المادية والبشرية الضخمة التي يحظى بها ناديا القمة".

وفي حين يربط كثيرون بين تقدم هذه الأندية واستمرار الدعم الذي تجده من حكوماتها في الولايات، يرجّح مدثر حدوث ذلك بقوله إن "هذا الاهتمام دوافعه سياسية لأن المسؤولين انتبهوا أخيرا إلى أن دعم الأندية يحقق لهم شعبية يحتاجونها".

المصدر : وكالة الأناضول