غرانت.. إسرائيلي محظور بمصر

Football Soccer - Egypt v Ghana - 2018 World Cup Qualifying - Africa Zone - "Army Stadium" Borg El Arab, Alexandria, Egypt - 13/11/2016 - Ghana's coach Avram Grant reacts as laser light is seen on his face during the game. REUTERS/Amr Abdallah Dalsh
غرانت غاب عن شاشات التلفزيون بقرار أمني (رويترز)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

على الرغم من التزام الجمهور المصري في مباراة مصر وغانا بحظر استخدام شعارات دينية أو سياسية، وامتناعه عن ترديد هتافات مناوئة لوجود المدرب الإسرائيلي لمنتخب غانا أفرام غرانت، فإن تعليمات أمنية مشددة حالت دون ظهوره خلال نقل المباراة التي انتهت بفوز المنتخب المصري (2-صفر).

وكان موقع الاتحاد المصري لكرة القدم أكد أن الاجتماع الفني الذي سبق إقامة المباراة -التي تندرج ضمن تصفيات مونديال روسيا 2018- نصّ على عدم السماح باستخدام أي شعارات دينية أو سياسية، ولفت إلى أن مراقبين سيحضرون إلى ملعب برج العرب بمدينة الإسكندرية قبل المباراة بساعتين لمتابعة الالتزام بالحظر الذي يعد الأول من نوعه منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

وأفاد أحد مصوري التلفزيون المشاركين في نقل المباراة بورود تعليمات صارمة من قبل جهات أمنية بضرورة تجنب تسليط الكاميرات على المدرب الإسرائيلي، مبررين ذلك بوجود دواع أمنية تستدعي إبقاء المدرب بعيدا عن الرصد خلال تواجده في البلاد.

وبالفعل، لم يظهر الطاقم الفني لمنتخب غانا طيلة المباراة، واكتفى المخرج ببعض اللقطات لعدد من بدلاء الفريق على كرسي الاحتياط.

وعقب المباراة، أفادت مصادر صحفية متواجدة بملعب برج العرب بأن المدير الفني للمنتخب المصري إيهاب لهيطة حرص بشكل واضح على إنهاء مؤتمره الصحفي قبل تواجد الجهاز الفني للمنتخب الغاني وبدء مؤتمرهم الصحفي تحسبا من أن يجمعهم أي موقف يتم رصده من خلال الإعلام.

الجماهير المصرية التزمت بعدم رفع شعارات دينية أو سياسية (الأوروبية)
الجماهير المصرية التزمت بعدم رفع شعارات دينية أو سياسية (الأوروبية)

وكان المدرب الإسرائيلي دخل مصر بجواز سفره البولندي، حيث يحمل الجنسيتين البولندية والإسرائيلية، بعدما أبلغت السلطات المصرية الاتحاد الغاني لكرة القدم بأنه لن يُسمح بدخول المدرب بجوازه الإسرائيلي، نظرا للإجراءات الأمنية التي تحظر دخول الإسرائيليين بجوازات سفرهم إلى مصر، عدا منطقتي شمال وجنوب سيناء.

الخبير في التشريعات الرياضية محمد عباس رأى في ما شهدته المباراة "دلالة على نجاح القائمين على الملف الرياضي بمصر في السيطرة على مجريات الأحداث الرياضية، ومنع أي خروج عن القواعد المنصوص عليها فى قانون كرة القدم".

وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن "الهتافات السياسية والدينية ممنوعة بالفعل في نص لائحة الفيفا، ويعاقب عند حدوثها الفريق الذي تصدر تلك الشعارات عن جمهوره"، لكنه لم ير في التزام الجمهور بهذا الحظر دليلا واضحا على توافق هوى الجمهور مع ما تراه السلطات.

في المقابل، انتقد الصحفي الرياضي حسن عبد العظيم تعامل الفيفا بازدواجية مع هذا الأمر، "حيث لا تتهاون في معاقبة كل من يظهر العداء لإسرائيل، بينما -في المقابل- تتغاضى عن من يظهرون تعاطفا مع إسرائيل بأي فعل خلال المباريات".

ورأى عبد العظيم أن "الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها مصر تسببت في عزوف الجمهور المصري عن الاهتمام بتواجد المدرب الإسرائيلي وإظهار موقف مناوئ لذلك"، وأكد أن الجمهور "بحاجة للابتعاد عن أي رابط بالواقع السياسي في ظل بحثه عن مصدر فرحة يخفف عنه همومه المتراكمة".

المصدر : الجزيرة