هل يلعب نجوم الأرجنتين لميسي أم لبلادهم؟

لم يكن أقل المتفائلين وأكثر المتشائمين يتوقع أن تكون تداعيات إيقاف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ليونيل ميسي أربع مباريات عن المشاركة مع منتخب بلاده بهذا السوء كي لا نقول إنها كارثية.

فالمنتخب -الذي خسر أمس بهدفين نظيفين أمام بوليفا في الجولة الـ14 من تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 وتراجع للمركز الخامس- لم يقدم شيئا يذكر، وبدا تائها وخطوطه مفككة وسط غياب تام لخط الوسط وأخطاء كثيرة في الدفاع وحراسة المرمى وعقم هجومي.

ولا شيء يبرر هذا الظهور المتواضع لأحد أفضل منتخبات العالم ومتصدر تصنيف الفيفا للمنتخبات.

ولكن هل غياب ميسي وحده كان سبب هذا الأداء السيئ؟ الجواب بالتأكيد كلا، فهناك أسباب أخرى أدت لهذا الأداء المتواضع:

• توقيت إعلان الفيفا عن الإيقاف وخصوصا أنهم كانوا يتجهون إلى لاباز حين صدور قرار الفيفا وكان المدرب إدغاردو باوزا وضع خطة تتمحور حول ميسي.
• غياب عناصر مؤثرة عدة عن المنتخب بسبب الإصابات والإيقافات، وهم: غونزالو هيغوايين وخاففير ماسكيرانو ونيكولاس أوتاميندي للإيقاف بسبب الإنذارات، بالإضافة إلى غابرييل ميركادو المصاب، وبابلو ديبالا الذي لم يشارك رغم تعافيه من الإصابة.
• ارتفاع مدينة لاباز البوليفية 3685 مترا فوق سطح البحر، حيث يعاني لاعبو أي منتخب يواجه بوليفيا على أرضها من نقص الأوكسجين.

رغم هذه الأسباب التي من الممكن أن تؤثر على أي فريق، فإن أداء منتخب "ألبسيليستي" الذي تحوّل إلى مدافع أمام بوليفيا، ويلعب بلا روح ويعتمد على هجمات مرتدة أمام فريق خرج من صراع التأهل ويلعب بثمانية لاعبين شباب يلعبون بالدوري المحلي، لم يقنع عشاق منتخب ميسي.

إذا ما الذي جرى في المباراة؟ ومن يتحمل وزر الخسارة؟

المدرب باوزا يتحمل جزءا كبيرا من الخسارة للأسباب التالية:

• خياراته الهجومية حيث اختار إشراك مهاجم ساوباولو اللاعب لوكاس براتو -الغائب الحاضر في المباراة- على حساب مهاجم مانشستر سيتي سيرجيو أغويرو الذي أشركه في الشوط الثاني بعدما كان متأخرا بهدفين نظيفين.
• عدم إشراك ديبالا في المباراة رغم عودته للتدريب ووجوده على مقاعد البدلاء.
• غياب كامل لخطة لعب واضحة وعدم استغلاله للاعبين المتوفرين وخصوصا أنهم نجوم في فرقهم.
•  عدم استدعاء لاعبين مهمين في مقدمتهم هداف الدوري الإيطالي ماوريسيو إيكاردي.
•  الاعتماد الكلي على ميسي، وعند غيابه ليس لديه خطة بديلة.

ورغم كل ما تقدم، يؤكد باوزا أن فريقه لا تزال لديه الفرصة للتأهل للمونديال. وقال باوزا "لست منزعجا من أي شيء أو من أي شخص، نعلم يقينا ما يتوجب علينا فعله وسنواصل كفاحنا".

ويبقى السؤال: هل يلعب لاعبو المنتخب من أجل ميسي؟ وإذا غاب تغيب الروح؟ وهل الأرجنتين هي ميسي؟

تشير معطيات المباراة الأولى بعد إيقافه وإعلانه سابقا عن اعتزاله اللعب دوليا وتهديد بعض اللاعبين بتكرار الخطوة إذا لم يعد "الساحر الصغير" عن قراره إلى شيء من هذا القبيل.