مقاطعة المونديال.. دوافع السياسة ومنطق الرياضة

Soccer Football - 2018 FIFA World Cup Draw - State Kremlin Palace, Moscow, Russia - December 1, 2017 General view of the FIFA World Cup trophy during the draw REUTERS/Maxim Shemetov
دعوات المقاطعة التي يرفعها السياسيون تصطدم بمواقف رافضة من الرياضيين (رويترز)

بعد دعوات إلى مقاطعة شاملة لبطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا، هل يمكن أن تتم البطولة الأهم من دون ألمانيا وفرنسا وإسبانيا؟ إنه سيناريو مرعب بالنسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، فهو يعني خسائر مالية هائلة وخسارة ضخمة في السمعة ومشاكل مع الرعاة وعواقب واسعة عليه.

ولكن هل هناك ما يدعو للخوف من وقوع مثل هذا السيناريو؟ لا يبدو ذلك، حيث إن بريطانيا -التي دخلت بنفسها في صراع مع روسيا المضيفة للبطولة التي تجرى الصيف المقبل بسبب محاولة التسميم الغامضة للعميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال– بعيدة كثيرا عن المقاطعة.

فعلى الرغم من أن ممثلي الحكومة البريطانية وأعضاء من الأسرة الملكية البريطانية لن يسافروا لحضور البطولة، فإن الفريق البريطاني -الذي يدربه غاريث ساوثغيت- يواصل استعداداته بشكل طبيعي للمشاركة فيها.

كما أن فرنسا وألمانيا اللتين عززتا موقف بريطانيا في نزاعها مع روسيا بشأن محاولة التسميم، لن تطور موقفها إلى مقاطعة رسمية للمونديال المقبل حسبما أوضح كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الداخلية والرياضة الألماني هورست زيهوفر، فقد قال زيهوفر في تصريح سابق لصحيفة "بيلد" الألمانية: "على السياسة -لا الرياضة- أن تحل المشاكل السياسية".

وأكدت الوزارة الألمانية أن أي قرار محتمل بمقاطعة البطولة سيكون قرارا مستقلا خاصا بالرياضة، أي أن وزير الداخلية لا يمكنه حظر مشاركة الفريق القومي لكرة القدم حتى إن أراد ذلك.

من جانبه، قال رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل -ردا على التكهنات الأخيرة بشأن المقاطعة- إن "الاتحاد يراهن على الحوار وليس على المقاطعة، لا بد أن تتجاوز الجسور بين البشر حروب الكبار".

ومقاطعة البطولة ليست مطروحة في فرنسا حتى الآن. وفي الدانمارك -التي طالب فيها بعض السياسيين بالمقاطعة- ليست هناك مؤشرات ملموسة حتى الآن على أن الحكومة أو العائلة الملكية هناك ستستجيب لهذه النداءات.

أما حكومة آيسلندا التي أصبحت قادرة على تشجيع فريقها القومي لأول مرة في كأس العالم، فإنها تدرس -بحسب إذاعة "آر يو في" الآيسلندية- الانضمام  للبريطانيين في المقاطعة، ولكن الأمر هنا أيضا خاص بالسياسيين وليس بالفريق.

وهناك أيضا نقاش في أستراليا واليابان وبولندا بشأن مقاطعة السياسيين هذه البطولة.

في المقابل يبدو الجانب الروسي مرتاحا رغم كل التهديدات الاحتجاجية، وجاء في تعليق لوكالة ريا نوفوستي الرسمية الروسية للأنباء أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تتلقى فيها روسيا تهديدات بالمقاطعة، وأن صيحات المقاطعة علت  منذ الإعلان عام 2010 عن منحها حق استضافة البطولة "ودعوات المقاطعة التي أطلقتها الحكومة البريطانية الآن ليست إلا الخطوة الأخيرة واليائسة إلى حد ما في هذه الدراما".

كما أن التصريحات الأخيرة للاتحاد الدولي للعبة تؤكد أن "لدى الفيفا واللجنة المحلية المنظمة كل الثقة بأن جميع المشاركين الـ32 ومشجعي كرة القدم من جميع أنحاء العالم، سيجعلون البطولة حدثا لا ينسى".

فهل تغضب الفيفا والحكومة الروسية لقلة مشاركة السياسيين الغربيين على منصات البطولة في روسيا؟ من الصعب تخيل ذلك لأن سمعة بوتين في الغرب ليست جيدة على أية حال، كما أن سمعة الفيفا تحتاج
للتحسين هي الأخرى.

المصدر : وكالات