الجماهير تحتفي بالفراعنة في ملعب القاهرة

أجواء وداع الجماهير للمنتخب في مرانه الأخير قبل السفر لروسيا
المنتخب المصري يحظى بالتشجيعات في ملعب القاهرة (الجزيرة)
عبد الله حامد-القاهرة

وقف فياض أمام بوابة ملعب القاهرة في غضب لاعنا "محسوبيات فضلت البعض على آخرين في دخول الملعب" لوداع المنتخب في مرانه النهائي قبل التوجه لروسيا.

جاء فياض من أقصى القاهرة لحضور المران، فقد أفطر وسارع بالتوجه للملعب ليفاجأ بمنعه من الدخول الذي اقتصر على حاملي الدعوات فقط.

وسمح أمن الملعب بدخول خمسة آلاف مشجع فقط قرر مدير أمن القاهرة أن عددهم لا يمثل خطورة على الأمن، بالإضافة إلى فنانين وصحفيين وشخصيات عامة.

وتمنع السلطات بمصر الجماهير من حضور المباريات عقب وقوع حادثة لجمهور المشجعين في مدينة بورسعيد شرقا عام 2012، ثم حادثة ملعب الدفاع الجوي عام 2015.

ويقول فياض إن قصر الدخول على أصحاب الدعوات يؤكد أن في الأمر "مصلحة ما بين الشركة الراعية والمنظمة وبين اتحاد الكرة".

ورغم غضبه الممتزج بحزن ظاهر، لملم فياض إحباطه وحاول مرة أخرى الدخول متوسلا للحراس، بلا جدوى.

‪‬ مشجع حرص رغم وضعه الصحي على الهتاف بأقصى صوت للمنتخب المصري(الجزيرة)
‪‬ مشجع حرص رغم وضعه الصحي على الهتاف بأقصى صوت للمنتخب المصري(الجزيرة)

احتفاء باللاعبين
واحتشد المشجعون في جانب واحد من الملعب الذي يتسع لـ75 ألف مشجع، ما "أفقد الاحتفالية الهدف منها" بحسب عمر عثمان، وهو مشجع نجح في الحصول على دعوة للدخول.

نظر عمر في إشفاق للاعبي المنتخب الوطني الذي "كان يحتاج لعشرات الآلاف يملؤون الملعب، لتجلجل هتافاتهم في سمائه، مثيرة حماسة اللاعبين، وتؤجج مشاعرهم للفوز، حتى لا يخذلوا المصريين، وخاصة هؤلاء الذين جاؤوهم تاركين كل شواغلهم".

ورغم إعاقته، تسلق عمر بمساعدة أصدقائه السور الفاصل بين الجماهير واللاعبين ليلوح لهم بحماس، "لعل رمزية ذلك تعوض غياب الحشد وتنجح في تحفيز اللاعبين".

وجاء عمر بصحبة أصدقاء حصلوا على الدعوات من معارف بالشركة المنظمة، ويعترف بأن "الحماس كان فاترا" حينما رأى الجماهير محشورة في جانب واحد من مدرجات الملعب، ثم ما لبث أن تسلق السور ليهتف بأعلى صوت.

وحاول المنظمون إضفاء طابع احتفالي مفتعل على أجواء المران، فالمذيع الذي قدم اللاعبين للجمهور بألقاب تقليدية، كان يقلد المعلق الرياضي المعروف عصام الشوالي، وتلعثم وهو يقدم محمد صلاح واصفا إياه بالصاروخ.

كما تقافزت حول اللاعبين دمية بداخلها شخص قدمها المذيع على أنها تميمة المنتخب، وبدا في تصميمها الطابع الفرعوني، وأثارت سخرية بعض المشجعين، وداعبها لاعب الوسط محمد النني قبل المران.

وجرى فرش أرضية الملعب بصور ضخمة للاعبين بالتوالي وبطريقة دائرية، مع هتاف المذيع باسم كل لاعب تفترش صورته الملعب.

"وكأننا لانزال في منتصف الثمانينيات"، قال كارم عبد اللطيف وهو يشجع في المدرج تعليقا على التنظيم، وضرب كفا بكف وهو يتساءل بغيظ "هل عدمت مصر أصحاب الأفكار الخلاقة ليخرج التنظيم بهذه الصورة الباهتة بعد 28 عاما من الغياب عن المونديال؟".

وحصل كارم عبد اللطيف على دعوة للحضور، وهو يمني نفسه بأجواء أسطورية لوداع المنتخب، غير أن الإحباط الذي داهمه من "الأداء الاحتفالي المفتعل" لم يمنعه من أن يلهب حنجرته بالهتاف للاعبين، فهم في أشد الحاجة لشحنة حماسية تدفعهم لتحقيق نتائج جيدة، "على الأٌقل بعدم الخروج مبكرا".

‪لاعبو المنتخب المصري يجرون تمرينات خفيفة وسط حضور قليل بملعب القاهرة‬ (الجزيرة)
‪لاعبو المنتخب المصري يجرون تمرينات خفيفة وسط حضور قليل بملعب القاهرة‬ (الجزيرة)

نقاشات ونصائح
وتفاوتت حالات اللاعبين على الأرض بين الحماسة والسعي لتشجيع الرفاق بالمنتخب، فحارس المرمى عصام الحضري، الذي نجح في صد عدد من الكرات رغم سنه المتقدم، كان يقدم نصائحه لزملائه.

أما لاعب الوسط بالمنتخب شيكابالا فانخرط قبل المران في محادثة جانبية مع رفيقه بخط الوسط محمد النني، في حين دخل الحضري على خط النقاش كما لو كان ناصحا لهما.

لاعب خط الوسط أيضا عبد الله السعيد بدت على ملامحه علامات المفاجأة حينما سمع أن رقمه هو سبعة.

ولم يبذل اللاعب المهاجم محمد صلاح مجهودا كبيرا أثناء التمرين بعد خضوعه لفترة علاج مؤخرا للتعافي من إصابته في مفصل الكتف.

وعقب انتهاء المران الذي استغرق قرابة الساعة، اندفع عدد من الجمهور، بينهم معاقون تابعون لإحدى الجمعيات، لالتقاط الصور مع اللاعبين، وخاصة مع محمد صلاح الذي أخذ يدفع بود كرسيا متحركا لأحد المعاقين خارجا به من الملعب.

كما حرصت شخصيات عامة حضرت المران على التقاط الصور مع اللاعبين، ومن بينها الممثل أمير كرارة الذي يظهر بإعلان بإحدى الشركات مع عدد من لاعبي المنتخب.

المصدر : الجزيرة